الصوم

ماذا تعرف عن الصوم؟

الصحة والتغذية

 1- تعريف الصوم

الصوم أو الصّيام في اللّغة هو الإمساك عن الكلام أو الطّعام أو كليهما، لفترة معيّنة من الزّمن،وهو امتناع إراديّ يقرّره الشّخص الصّائم لهدف معيّن، دينيّ، صحيّ،أو حتّى تجميلي يقتصر على الاهتمام بالشّكل الخارجي!

2-أنواع الصّيام

تختلف أنواع الصوم حسب الهدف منه،وهنا سنفنّد أنواعه مع التّفاصيل، فإليكم هذه المعلومات:

* الصّيام الدّينيّ (اليهوديّة- المسيحيّة- الإسلام)

وهو عبارة عن شعائر مقدّسة يفرضها الدّين، كممارسة لا تختلف أهميّة عن الصّلاة أو الحجّ أو سواها، ويختلف هنا الصّيام من حيث الطّريقة والتّوقيت من دين لآخر:
 
الصيام في الأديان

 

في الدّيانة اليهوديّة: يصوم المؤمن ستّة أيّام في السّنة فقط،وفي هذه الأيّام يمتنع عن الطّعام والشّراب لمدّة 24 ساعة متواصلة،أي منذ شروق الشّمس وحتّى شروقها في اليوم الثّاني الّذي يليه.وفي بعض أيّامهم يمتنعون في صيامهم هذا عن غسل الجسم والتّعطّر ولبس الجلد والجنس وغيرها إضافة للطّعام والشّراب.

في الدّيانة المسيحيّة: يصوم المؤمن المسيحيّ 40 يومًا تبدأ بأربعاء الرّماد وتنتهي بعيد الفصح وفيها يمتنع عن تناول اللّحوم ومشتقّاتها، ونادرًا ما يمتنع المسيحيّ عن جميع أنواع الطّعام في اليوم الواحد،إذًا يقوم بتخفيف الطّعام لوجبةٍ واحدةٍ كبيرةٍ إضافةً إلى وجبتيْن صغيرتيْنِ. ويُسمح للأشخاص الّذين لا يتمتّعون بصحّة جيّدة بعدم الصّيام كما سنرى عند المسلمين.

في الدّيانة الإسلاميّة: يعتبر الصّيام أحد أركان الإسلام الخمسة، ففي شهر رمضان، شهر الصّيام،والّذي يأتي في الشّهر التّاسع من التّقويم الهجري،يبدأ المؤمن صومه بنيّة ينويها قبل الفجر ويكون الامتناع منذ طلوع الشّمس وحتّى غروبها،فلا يقترب الطّعام أو الشّراب أو الجنس أو الدّخان،ولا يُدخل أي شيء إلى جسده في الفترة الممتدّة بين الفجر والمغرب لمدّة ثلاثين يومًا. وهناك صيام أيّام تطوّعيّة يومي الإثنين والخميس، بينما يمتنع الصّيام في أيّامٍ أُخرٍ مرتبطةٍ بالأعياد خاصّةً عيد الفطر.وفي هذا الشّهر تكون هناك عادةً وجبتان رئيسيّتان هما وجبة الإفطار ووجبة السّحور، ويتمّ التّركيز فيها على بعض الأطعمة الّتي تسهّل عمليّة الصّيام.

رمضان يأتي بنمط مُغاير عن النّمط الذّي اعتاده الإنسان في الأشهر الأخرى وهذا النّمط وحده كفيلٌ بإحداث تغييرات جذريّة تستمرّ فوائدها طيلة أشهر السّنة،فطبيعة الصّيام في شهر رمضان تساعد على تنظيم عمل السّاعة البيولوجيّة للإنسان! وهذا ما تؤكّده الأبحاث العلمية وهو حاجة الدّماغ لعمليّة تنظيم سنويّة وهذا ما يساعد في شهر رمضان على تيسيره.

أنواع أخرى من الصّيام

يصوم بعض النّاس لأهداف أخرى لا دينية،وهي أهداف صحيّة- تجميليّة بحتة، بحيث يهدف هؤلاء لتحسين نظامهم الغذائي، أو الوصول إلى الوزن المثالي والجسم المتناسق كما نرى لدى عارضات الأزياء، وقد يصل الأمر بالبعض إلى الوصول لهوس حقيقيّ بموضوع الرّشاقة يؤدّي لأمراض غير محمودة مثل فقدان الشّهيّة العصابي المسمّى( أنوريكسيا ) وهي حالة إضطراب في الأكل ناتجة عن الرّفض الشّديد لتناول الطّعام.

ويعمد الكثيرون إلى أسلوب الصّيام المتقطّع للوصول إلى غايتهم المنشودة، وهو أسلوب صحيّ جدًّا وفعّال للحفاظ على الصّحّة وتنظيف الجسم من التّراكمات السّيّئة.وهناك صيام سياسي إذا صحّ التّعبير يكون بالامتناع عن الطعام لفترة بهدف تحقيق مطالب معيّنة وغالبًا ما تكون أهدافًا ساميةً إنسانيّةً وقد اشتهر المهاتما غاندي بصومه الطويل إضافة إلى المسجونين والمسجونات ظلما في سجون الاحتلال!

شاهد فيديو من  مساحة- وعي حول الصّيام المتقطّع بالتّفصيل

التغذية والصحة: الصيام المتقطع لخسارة الوزن وتخسيس الدهون والعناية بالبشرة فوائد وأسرار | مساحة وعي كل ما تحتاج ان تعرفه عن الصيام المتقطع فوائد واسرار – مالم يخبرك به احد وكيف تستفيد منه

3- تاريخ الصّيام عبر الحضارات القديمة

عُرِف الصوم منذ القدم، وقد ظهر وجوده في أعرق الحضارات وأقدمها على الإطلاق ففي الحضارة المصريّة عُرِف الصوم بلغتهم الهيروغليفيّة باسم “صاو” وكان الكهنة يصومون ستّة أسابيع بينما يصوم عامّة النّاس ثلاثين يومًا من أجل الحفاظ على صحّتهم واحتفالًا بالأعياد كوفاء النّيل والحصاد…أمّا في الحضارة اليونانيّة فكان الصوم طلبًا للعون من الآلهة ولأجل زيادة صلابة النّفس قبل خوض الحرب.

وقد صام سقراط وأبو قراط كما ظهر من آثارهم . في الحضارة الصّينيّة ارتبط الصّيام بالمناسبات الحزينة والكوارث الطّبيعيّة،وكانوا يصومون سبعًا وعشرون يومًا شكرًا للآلهة. والهندوس يصومون يوم الخميس حصرًا من الفجر حتّى المغيب.

أمّا البوذيّون فيصومون أوّل أربعة أيّام من الشّهر القمري بالامتناع عن الطّعام والشّراب وكذلك العمل فترة الصّيام! وفي القارّة الأمريكيّة يصوم شعب ال “بيرو” ككفّارة للذّنوب بعد الاعتراف بها أمام الكاهن.كما صام العرب قبل الإسلام عن الطّعام والشّراب والجنس وحتّى عن الكلام.

صوم القدماء

4- هل فقد الصوم مفهومه الحقيقيّ؟

هذا يتوقّف على أمور عديدة، أوّلها أن نفهم المغزى الحقيقيّ للصيام الّذي تحمله كلّ الأديان في رحمها ألا وهو (تربية النّفس) فالصوم يعطينا الإرادة والمقدرة على تهذيب النّفس عبر الابتعاد عن الملذّات والتّخفيف منها لوقت محدّد، هذا الوقت كفيلٌ أن يخلق لدينا عادات جديدة مختلفة، فشهواتنا تصبح أخفّ، وتتبلور لدينا صفات عديدة كالكرم، والرّحمة، الرّقّة والصّبر والتّضحية والإيثار… باختصار نقترب من الصّفات الإنسانيّة السّامية الّتي تميّزنا، وشوّهناها بفعل الانخراط المبالغ في دوّامة الحياة وأطماعها بعيدًا عن تأمّل الذّات والجلوس في الحضرة الرّبّانيّة الحقيقيّة خارج عادات العبادات، فمتى تحوّلت العبادة إلى عادة فقدت جوهرها وضاعت فوائدها في القشور والظّلال.

1-اجعل وجبة الإفطار متواضعة وتناسب معدتك.

2-ادعم صومك بالتّأمّل في مفهومه العميق.

3-مارس التـأمّل مع العبادات كيما تكون مثقلة بالحنين للرّوح القدّوس لا مجرّد كلمات أو حركات تتكرّر.

4- درّب نفسك على الصّبر وكبح جماح الغضب عند أيّ موقف، فمع تكرار هذا السّلوك سيغدو عادةً مع مرور الوقت.

5- ساعد الآخرين لا سيّما المحتاجين، وآمن أنّ ما تملكه هو من حقّهم كما لك حقّ في ما يمتلكون لأنّ الجميع يشتركون في الحياة والأرزاق.

6- كن ممتنًّا بشدّة لكلّ ما تملك وتشعر وتحيا، اقبل مصائبك وكن راضيًا، سيصبح صومك هنا صوم العارفين.

بهذه الخطوات يكون ” الصوم” صومًا حقيقيًّا موصلًا لعرفان الله والذّات والارتقاء لمستوى لائق بنا كبشر.

في مساحة وعي فيديوهات تساعد على التّأمّل وعلى جذب ما تريد، وقد اخترت لكم هذا الفيديو حول برمجة العقل الباطن لتعديل أسلوب التّفكير عبر التّوكيدات والتّأمّل.

الفرق بين التوكيدات والتأمل وما يحدث من خلال التوكيدات لبرمجة العقل الباطن .
لا تسمح للاعلام ببرمجة عقلك الباطن عليك انت ان تبرمج عقلك نحو ما تريد هناك فروقات اساسية مهمة بين التوكيدات والتأمل وهذا الفرق سيبين لك حقيقة ما تسمع وما تفعل, كيف تستخدم التوكيدات بشكل صحيح وماهو الهدف من التأمل وهل التأمل مثل التوكيدات ام لا, في هذا الفيديو ستتعرف على التفاصيل الكاملة

5- ما هي فوائد الصّيام؟

جسديًّا: يُساعد الصّيام في تنظيف الجسم من السّموم المتراكمة عبر الزّمن خاصّة للأشخاص الّذين لا يعتمدون أيّ نظام غذائي، فالصوم يعالج تلك العشوائيّة في استهلاك الطّعام كيفما كان من دون الانتباه لنسبة الدّهون والأملاح والسّكّر الّتي تُتعب وترهق الجسم وتجعله هرمًا، فالصوم يجدّد تلك الخلايا ويعزّز نظام مناعة الجسم، فيحافظ بذلك عليه من حيث وظائفه ممّا سيعكس مظهرًا جذّابًا وشابًّا مهما بلغ المرء سنًّا! هذا مذهل! الصوم نظام غذائيّ سهل!

نفسيًّا: إنّ إحساس الإنسان الدّائم بالشّبع والتّخمة يمنع تدفّق الطّاقة عبر جسمه، ويجعله مُتعبًا خاملًا، ممّا يؤدّي للتّوتّر فالكآبة، أضف إلى أنّ الجسم البدين جرّاء المبالغة في الطّعام يعطي صاحبه شعورًا بالدّونيّة وتقدير أقلّ للذّات بينما يتمتّع الإنسان الموازن لطعامه، بل قليل استهلاكه بنسبة تقدير ذات أعلى وهذا ما يمنح المرء شعورًا بالرّضى فالسّعادة. الصوم علاج نفسيّ!

روحيًّا: يُساعد الصوم الإنسان في امتلاك الأخلاق السّامية الّتي ذكرناها في سياق البحث،فمنع النّفس عن شهواتها يعطي للرّوح تلك الفسحة للحضور فينا وبالتّالي يصبح الإنسان متأمّلا في عباداته وسلوكه وروحانيًّا أكثر منه مادّيٍّ. الصوم نافذة للرّوح!

اجتماعيّا: إنّ الإنسان الّذي يتمتّع بقدرات روحيّة عالية، وبصحّتين نفسيّة وجسديّة ممتازتين، سيكون فعّالًا على المستوى الاجتماعي، مقبولًا من محيطه ويمكن أن يؤثّر في بيئته إيجابيّا إلى حدّ كبيرٍ، فيساهم في تطوير مجتمعه وبلاده. الصوم يجعلك منارة!

6- علاقة الصوم بالتّغذية

الصوم والتغذية مصطلحان لا يفترقان، فالصّيام يحفّزك على اتّباع تغذيةٍ سليمةٍ مناسبةٍ، والتّغذية السّليمة تفرض عليك أن تمنع عن جسمك المبالغة في الطّعام عبر الصوم.

وفي هذا الإطار تحديدًا لدينا في مساحة وعي فيديو خاصّ يريك بوضوح هذا التّناغم بين التّغذية والوعي! ذلك أنّ الصوم……..وعي!

الغذاء الصحي : الوعي والغذاء مع [ Alia Almoayed علياء المؤيد ] أخصائية التغذية والوعي و الطب البديل

 

ما الصوم سوى وعيك أنّك تحتاج أن تقف قليلًا وتتأمّل ذاتك: ماذا تأكل؟كيف تأكل؟ كيف تتصّرف إذا قام أحدهم باستفزازك؟ هل تحبّ مساعدة الآخرين؟أيعني لكَ أن يكون هناك الكثير من الجياع حولك؟أمستعدٌّ أن تحيا إنسانيّتك؟