جدري القرود

جدري القرود أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

الصحة والتغذية

 جدري القرود أسبابه وأعراضه وطرق علاجه، بدايةً هو مرض فيروسي جديد، نادر الحدوث بدأ يضرب العالم وتعتبر أعراضه شبيهة بمرض الجدري ولكنّها أقلّ حدّة من النّاحية السّريريّة؛ جاءت تسمية جدري القردة عام 1958 عندما تفشّى مرض يُشبه الجدري مرّتين في مستعمرات أبحاث خاصّة بالقردة.

تقدم لكم مساحة وعي شرحًا مفصلًا حول جدري القرود وأعراضه و أسبابه والتدابير اللازمة لتجنبه.

ما هو جدري القرود؟ 

هوَ مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ، ينشأ في الحيوانات البرية كالقوارض والرئيسيات وينتقل منها إلى الإنسان، أوضحت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسّيطرة عليها أنّ مرض جدري القرود ينتمي إلى عائلة الفيروسات نفسها المسببة للإصابة بمرض الجدري وله أعراض مشابهة له، فترة حضانته تتراوح بين 7 و14 يوماً، وأوضحت الوكالة أن السّمة التي تميز الإصابة بمرض جدري القردة عن مرض الجدري العادي هوَ تورّم الغدد اللّمفاوية.

 

اكتشاف حالات جدري القرود:

أول حالة معروفة لدى جدري القرود عند البشر سُجّلت عام 1970 في جمهوريّة الكونغو، خلال مرحلة بذل جهود مكثّفة للقضاء على مرض الجدري، وقد أوضحت الوكالة أن الناقل الرئيسي لمرض جدري القرود لايزال غير معروف حتى الآن رغم الاشتباه بالقوارض الأفريقية التي قد يكون لها دور في نقل العدوى.

تفشّى المرض في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 بعدما أصيب 47 شخصًا بالمرض في 6 ولايات بسبب تواصلهم مع كلاب مروج أليفة.

كما تفشّى ظهور آخر لهذا المرض عام 2005 في ولاية الوحدة بالسّودان، كما تم الإبلاغ عن وقوع حالات متفرقة في بعض الأجزاء الأخرى من القارّة الإفريقية؛ ولم تكنْ تلك هي الحالات الأخيرة فقد استمرّ المرض بالظهور بعد انقطاع ليتم الإبلاغ عن حالتين مصابَتين عام2009 وسط اللاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو، ثمّ ظهرت 26 حالة إصابة وحالتا وفاة في إطار انتشار  آخر للمرض في جمهورية إفريقيا الوسطى في الفترة بين اغسطس وأكتوبر 2016.

وفي يوليو 2021 تم الإبلاغ عن حالة إصابة بجدري القرود في تكساس لمسافر من نيجيريا؛ وفي وقت لاحق من العام نفسه في شهر نوفمبر تم تأكيد حالة أمريكية ثانية في ولاية ماريلاند لمسافر آخر عائد من نيجيرتا؛ هاتان الحالتان المتطابقتان تمثلان الحوادث الوحيدة المبلغ عنها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021

وفي مايو 2022 تم الإبلاغ عن 9 حالات في المملكة المتحدة مصابة بجدري القرود، مع ظهور أول حالة تم تحديدها مؤخرًا في نيجيريا.

 

أسباب مرض جدري القرود :

على الرّغم من أن هذا المرض نادر الحدوث، إلا أنه بدأت تتزايد نسب الإصابات به لعدة أسباب :

•لم يعد يجري إعطاء اللقاح الخاص بمرض الجدري للوقاية من الإصابة بمرض جدري القرود. 

•انتقال الكثير من الأشخاص إلى مناطق تعيش فيها الحيوانات المصابة أو التي تعتبر أكثر عرضة للإصابة بمرض جدري القرود.

 

ما هي  طرق انتشار جدري القرود؟ 

•لا يُعرف مصدر محدّد لانتشار وانتقال جدري القردة لكن يُعتقد أنه ينتقل عن طريق السّناجب والقوارض الصّغيرة في الغابات المطيرة خاصةً في غرب ووسط إفريقيا.

•قد ينتشر جدري القرود عندما يتعامل الأشخاص مع سوائل الجسم من حيوانات مُصابة بالعدوى، مثلاً إذا عضّ حيوان مُصاب شخص ما، أو من خلال الاتصال بشكل عام مع الحيوانات كالخدوش أو تحضير لحوم الحيوانات البرّية.

• تنفّس الشّخص هواء حاوي على الفيروس المتطاير من رذاذ شخص مصاب، وفي هذه الحالة يكون الشخص المصاب قريبًا على مسافة معينة من الشخص السليم لأنّ الرذاذ المحمول بالهواء لا ينتقل لمسافات بعيدة

• يُمكن انتقاله عن طريق الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين وتبادل سوائل أجسامهم أو الاحتكاك بهم، أو الاحتكاك بملاءات سرير واحد يجمع بينهم.

• انتشار العدوى بالفيروس من شخص لآخر أقل احتمالاً. 

•عادة ما يحدث جدري القردة عند الأطفال وممّن يعانون ضعفاً في المناعة.

•كثيرون من الأشخاص وليس كلّهم تم  تشخيص إصابتهم بمرض جدري القرود اكتُشف أنهم رجال مثليين بما في ذلك إصابات في إسبانيا تمّ ربطها بحمّام بخار(ساونا) في منطقة مدريد.

 

ما هي أعراض الإصابة بمرض جدري القرود:

يتمّ تشخيص الإصابة بالمرض كما يلي:

•تُرسل عيّنات من أنسجة الجسم المصاب إلى المختبر كي يتم تحليلها.

•يتم إجراء اختبارات دموي لكشف الأجسام المضادّة لفيروس جدري القردة

•يتم الكشف عن المادة الوراثية للفيروس في النسيج المُصاب.

•يتم فحص عينات من النسيج المُصاب تحت المجهر.

 

مراحل عدوى جدري القرود :

وتُقسم فيه مرحلة العدوى وظهور الأعراض إلى مرحلتين:

مرحلة الغزو:

 وتتراوح هذه الفترة من لحظة الإصابة بالمرض إلى 5 أيام، وأعراضها شبيهة بأعراض الانفلونزا وهي:

▪ الحرارة والقشعريرة

▪الإرهاق

▪ الصّداع

▪وهن في العضلات، يليها تورّم في الغدد اللمفاوية.

▪الشعور بآلام في الظّهر.

 

مرحلة ظهور الطفح الجلدي:

 ويكون بين فترة تتراوح بين يوم و3 أيام بعد الإصابة بأعراض الحمى

وأبرز سماتها: 

▪ظهور الطفح الجلدي بالوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، والطفح أشد ما يكون على الوجه و على راحتي اليدين وأخمصي القدمين

(يكون الطّفح الجلدي مؤلماً عادةً)؛ وعادة يترافق الطفح بحكة مؤلمة في المنطقة المصابة من الجلد .

▪ يتطوّر الطفح الجلدي في حوالي10-12 يوم من بقع ذات قواعد مسطّحة الشكل إلى حويصلات وبثور صغيرة مملوءة بالسّائل؛ هذه البثور تتقشر في النهاية وقد تحتاج حوالي 3 أسابيع حتى تختفي كاملةً.

▪يُمكن لمرض جدري القردة أن يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بحالات عدوى بكتيرية في الجلد والرّئتين.

اقرأ أيضا: فوائد زيت جوز الهند للدماغ

 علاج مرض جدري القرود:

لا يوجد علاج فعّال محدّد حتّى الآن لمرض جدري القرود، ولكن كان يتمّ استعمال اللقاح الخاص بمرض الجدري؛ ثمّ أصبحت تُستخدم بعض الأدوية المضادّة للفيروسات في علاج هذا المرض؛مثل دواء (السيدوفوفير) رغم أنه لم يخضع بعد لدراسته كعلاج لجدري القردة؛ إضافةً إلى العلاج بالغلوبيولين المناعي والذي يستخدم للتحكّم بحالات تفشّي مرض جدري القرود.

وبشكلٍ عامّ يتم التوجه في معالجة المصابين بهذا المرض نحوَ تخفيف الأعراض. 

 

كيف تحمي نفسك من الإصابة بجدري القرود:

يُمكن الالتزام ببعض النصائح الوقائية من أجل الحدّ أو الحماية من الإصابة بمرض جدري القرود وأهمّ هذه التدابير:

•تلقّي لقاح مرض الجدري، لأن لقاح الجدري يقلل من احتمالية الإصابة بمرض جدري القرود.

•تجنّب ملامسة الحيوانات التي قد تكون حاملة لفيروس جدري القرود و أغلبها الحيوانات المريضة، أو الحيوانات التي عُثر عليها ميّتة في مناطق يُكثر فيها انتشار الفيروس.

•تجنّب ملامسة أي مادة لامستها الحيوانات المريضة والتي قد تكون الفراش أو الملابس وغيرها.

•عزل المرضى المصابين بمرض جدري القرود وإبعادهم عن الأشخاص الآخرين المعرَّضين للإصابة.

•ممارسة القواعد الصحّية في النّظافة بعد ملامسة البشر أو الحيوانات المصابة وأهمّها غسل اليدين جيّداً بالماء والصّابون، و استعمال المعقّمات الكحوليّة.

•استعمال معدّات خاصة بالوقاية الشخصية عند الاقتراب من الأشخاص المصابين أو العناية بهم .

•يمكن للطفح الجلدي الذي يحدث عند الأشخاص المصابين والذي قد يبدو مختلفاً إلى حدّ ما عن لون البشرة أن يلوّث أغطية الفراش والملابس، لذا تنصح هيئة التأمين الصحي البريطانية بوجوب التعرّف على أيّ تغيير قد يصيب الجلد أو أي مرض جلدي قد يطرأ على الجسم، لاسيّما حول الأعضاء التّناسلية وضرورة تواصل المصابون مع الخدمات الطبية المناسبة عند حدوث ايّ مخاوف.

رغم النسبة القليلة لعدد الوفيات بمرض جدري القرود (Helsenorge) إلا أنه يبقى مرض فيروسي لم يُتفق بعد على علاج محدّد له ممّا يجعل أمر العلاج منه أمر مقلق لشدّة المخاوف التي قد تحدث للشخص المصاب كما يتعلق الأمر بالمناعة الموجودة لدى الجسم للتصدي بهذا المرض والتي قد تكون ضعيفة في حالات كثيرة للأشخاص المصابين.

لذا وبسبب عدم وجود لقاح محدّد بعد لمكافحة المرض؛ فإنّ الوسيلة الوحيدة للحدّ من الإصابة به هي رفع الوعي بعوامل الخطر المرتبطة بمرض جدري القرود، واتخاذ التدابير التي تحد من معدل الإصابة به وزيادة نسبة رسائل التثقيف والتعريف بمخاطر هذا المرض والالتزام بالإجراءات الوقائية اللّازمة.